عدسات عين السمكة: المملكة المتحدة تطلق أكبر نظام مراقبة للمحيطات في العالم لحماية الأحياء الطبيعية والتنوع البيولوجي
سوف تصبح المملكة المتحدة أول دولة تبادر إلى استخدام شبكة هائلة من منصات كاميرات تحت الماء، متكفِّلةً بذلك بتمويل أكبر نظام في العالم لمراقبة الحياة البحرية في المحيطات والمساهمة بالتالي في حماية الحياة تحت الماء.
- تركيب أول شبكة في العالم من منصات كاميرات تحت الماء في عموم أقاليم المملكة المتحدة في الخارج
- هذه الشبكة تجمع معلومات بيولوجية مهمة من أنحاء منطقة البحر الكاريبي، وجنوب المحيط الأطلسي، والمحيط الهندي، والمحيط الهادئ، والمحيط المتجمد الجنوبي، ما يجعل من الشبكة أكبر نظام في العالم لرصد الحياة الطبيعية في المحيطات
- المعلومات التي سوف تُجمع عن الحياة البحرية ستساعد أقاليم المملكة المتحدة في الخارج في حماية بيئتها البحرية
سوف تصبح المملكة المتحدة أول دولة تبادر إلى استخدام شبكة هائلة من منصات كاميرات تحت الماء، متكفِّلةً بذلك بتمويل أكبر نظام في العالم لمراقبة الحياة البحرية في المحيطات والمساهمة بالتالي في حماية الحياة تحت الماء.
يأتي إنشاء هذه الشبكة في نطاق برنامج الحكومة البريطانية المعروف باسم “الحزام الأزرق”، والذي يغطي أكثر من أربعة ملايين كيلومتر مربع من المحيطات.
ومن شأن أنظمة الكاميرات - المعروفة باسم “كاميرات الفيديو المائية المزوّدة بطُعم” - أن تمكِّن أقاليم المملكة المتحدة في الخارج من مراقبة الحياة البحرية بالمحيطات والإشراف عليها وهي داخل أنظمتها البيئية المختلفة الأنواع. وسوف يُستخدم أسلوب المراقبة غير التدخلية هذا لاستخلاص المعلومات عن الأحياء البحرية لتوثيق التنوع البيولوجي البحري المذهل العجيب في 10 من الأقاليم الخارجية وهي: جزر بيتكيرن، وأسينسيون، وسانت هيلينا، وتريستان دا كونها، ومقاطعة المحيط الهندي البريطاني، وجزر كايمان، والجزر العذراء البريطانية، وجزيرة أنغويلا، ومونتسيرات، وضمن المقاطعة البريطانية في القارة القطبية الجنوبية.
تأتي عملية تركيب هذه المنصات في وقت يشهد تدهور حالة المحيطات، وسوف تتيح للعلماء تعزيز فهمهم للبيئة البحرية وبالتالي إصلاح محيطاتنا.
يقول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون:
تعد الأحياء الطبيعية البحرية التي تعيش على امتداد سواحل أقاليمنا في الخارج من أكثر الأنواع روعة في العالم، ويجب علينا بذل المزيد من الجهد لحمايتها.
وستكون التكنولوجيا الحديثة المتطورة، مثل هذه الكاميرات، حيوية في حملتنا الشاملة ضد تغير المناخ. وخبراؤنا بمجال الحياة البحرية هم رواد العالم في حماية بحارنا وعدد لا يحصى من أنواع الكائنات التي تعيش فيها.
وقال وزير شؤون البيئة، لورد غولدسميث:
إن فهم الحياة البحرية وحمايتها أمر ضروري للحفاظ على التنوع البيولوجي في عالمنا. ونقص المعلومات حول تنوع ووفرة الأنواع المختلفة من الأحياء في أرجاء شاسعة من المحيطات يجعل من الصعب على البلدان المختلفة حمايتها بشكل فعال.
إن المملكة المتحدة ملتزمة بالتصدي لأكبر التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ وانحسار التنوع البيولوجي. وبالإضافة إلى رعاية وتنمية الحزام الأزرق الرائع - وهو عبارة عن أربعة كيلومترات مربعة من المناطق البحرية المحمية حول أقاليم المملكة المتحدة في الخارج - فإننا نؤسس شبكة قوية من شراكات العلوم والتكنولوجيا الدولية.
تعتبر كاميرات الفيديو المائية التي تموّلها المملكة المتحدة أداة لتوفير ثروة من المعلومات بشأن التنوع البيولوجي في المحيطات حول الأقاليم المملكة المتحدة في الخارج، بما في ذلك الأنواع المعرّضة للانقراض عالمياً من أسماك القرش والأسماك المهاجرة، مثل تونة الزعنفة الزرقاء.
ستُستخدم 66 من كاميرات الفيديو المائية المزوّدة بطُعم ويتم التحكم بها عن بُعد لتصوير وتحليل البيانات المتعلقة بالعديد من أنواع الحياة البحرية، ومنها أسماك مارلين الأبيض، وسمك أبو شراع، وسمك القرش الحريري، والسمك الأسود، والسلاحف البحرية، وحبار غولد، وسمكة الإسفين قارورية الأنف، وثعابين البحر.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة البرنامج الذي يمتد لأربع سنوات مليونيّ جنيه إسترليني، وسيوفر معلومات عن الحياة الطبيعية في المناطق المائية الشاسعة لأقاليم المملكة المتحدة في الخارج الواقعة على كلٍّ من المحيط الأطلسي والهندي والهادئ. كما سيُستخدم البرنامج في محطة القطب الجنوبي البريطانية، روثيرا، في المحيط المتجمد الجنوبي.
وكانت الشريكة في البرنامج، بْلو أباكوس Blue Abacus، ومقرها مدينة بيرث في غرب أستراليا، رائدةً في تطوير أنظمة كاميرات الفيديو المائية المزوّدة بطُعم، والتي تُستخدم فيها ألياف الكربون.
تقول جيسيكا مويغ، الشريكة المؤسِّسة لشركة بلو أباكوس، والأستاذة بجامعة غرب أستراليا:
أعداد أسماك التونة وأسماك القرش وأسماك الشعاب المرجانية الكبيرة مستمرة في الانخفاض، وعليه لا بدّ من عكس هذا الاتجاه. وهذا البرنامج سيعطي صانعي القرار الأدلة التي يحتاجونها للعمل بشكل حاسم على دعم اقتصاداتهم الزرقاء.
يسعدنا أن تدعم الحكومة البريطانية وأقاليم المملكة المتحدة في الخارج الدفع تجاه تعزيز المعرفة في وقت نعمل فيه لأجل تعافي محيطاتنا. إن التحسينات التي أدخلناها على الكاميرات التقليدية تحت الماء هي التي جعلت من الممكن إطلاق هذا البرنامج في أربعةٍ من أحواض المحيطات، وهي أكبر مبادرة منفردة تدعمها الحكومة على مستوى العالم.
سوف تعمل شركة بلو أباكوس مع الأقاليم العشرة المشاركة في البرنامج من أجل بلورة معيار للفهم العلمي لأنواع الأحياء البحرية وموائلها في المنطقة البحرية لكل منها، ما يتيح للأقاليم اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول حماية وإدارة هذه النظم البيئية المتنوعة.
قال تيموثي أوستن، نائب مدير البحث والتقييم بوزارة البيئة في جزر كايمان:
وزارة البيئة في جزر كايمان متحمسة للغاية لإتاحة الفرصة لها للمشاركة في البرنامج الذي سوف يستخدم، وللمرة الأولى، شبكة أنظمة الفيديو المائية المزوّدة بطُعم في منطقة البحر الكاريبي.
إن فرصة استخدام هذه التكنولوجيا في أعماق البحار ستعزز بشكل كبير قدرة جزر كايمان على تطبيق أنظمة حماية هادفة وفعالة لهذا النظام البيئي الذي تتوفر عنه بيانات محدودة، ويساء فهم طبيعته، رغم أنه غاية في الأهمية.
وقالت ديان باوم، مديرة حفظ الطبيعة والثروة السمكية في حكومة جزيرة أسنسيون:
تلتزم أسنسيون بالحفاظ على منطقتها البحرية المحمية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 445,000 كيلومتر مربع، مع أننا ندرك مدى صعوبة ذلك. ومن شأن دعم برنامج الحزام الأزرق لنا، وفرصة انضمامنا إلى هذه الشبكة، أن يساعدنا على مواجهة هذا التحدي. وكان استخدامنا السابق لأنظمة الفيديو المائية المزوّدة بطُعم قد أعطانا نظرة ثاقبة حول التنوع المذهل للأنظمة البيئية للمحيطات المفتوحة، ومكّننا من تحديد مواقع تجمعات التنوع البيولوجي التي تحتاج إلى حماية خاصة. وكوننا الآن جزءاً من هذه المبادرة سيوفر لأسنسيون المعلومات التي نحتاجها لاتخاذ قرارات محلية جيدة لإدارة هذه المواقع.
تستند هذه المبادرة على التقدم الكبير في تحسين فهمنا للبيئة البحرية لأقاليم المملكة المتحدة في الخارج من خلال برنامج الحزام الأزرق، وضمان حماية هذه النظم البيئية المتنوعة وإدارتها للأجيال القادمة. ومن خلال برنامج الحزام الأزرق، اتخذت هذه الأقاليم تدابير واسعة النطاق للحماية البحرية تغطي أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع.