بحث جديد يكشف أفضل الاستثمارات لمعالجة أزمة التعلم في البلدان التي تحتاج إلى مساعدة
التقرير الجديد الذي أعده خبراء تعليم عالميون يبحث سبلا مجدية من حيث التكلفة لتحسين التعلم في أنحاء العالم ومعالجة أزمة التعلم التي تفاقمت بسبب كوفيد-19.
- نشرت المملكة المتحدة والبنك الدولي وشركاؤهما تقريرا جديدا أعده خبراء عالميون رائدون بمجال التعليم يحدد سبلا مجدية من حيث التكلفة لتحسين التعلم في أنحاء العالم.
- تسعة من بين كل عشرة أطفال في البلدان منخفضة الدخل لا يمكنهم قراءة قصة لدى بلوغهم 10 سنوات، وجائحة فيروس كورونا قد فاقمت أزمة التعلم العالمية هذه بسبب إغلاق المدارس.
- يأتي إعداد هذا التقرير بعد الاجتماعات السنوية للبنك الدولي/صندوق النقد الدولي التي حذرت من الانتكاسات الكبيرة التي ستسببها جائحة كوفيد-19 بمجال التقدم في التعليم في غياب جهود منسقة ومستمرة، وقبل قمة عالمية للتعليم - تشارك المملكة المتحدة في استضافتها في السنة القادمة – لجمع أموال للمساعدة في التحاق الأطفال بمقاعد الدراسة.
حشدت الحكومة البريطانية والبنك الدولي ومجموعة جمع الشواهد بمجال التعليم العالمي خبراء عالميون رائدون بمجال التعليم للخروج بأفكار مجدية من حيث التكلفة لإحداث نقلة كبيرة في التعلم بالنسبة لملايين الأطفال.
وقد نُشر أول تقرير للجنة الاستشارية المعنية بالشواهد بمجال التعليم في العالم خلال اجتماع افتراضي عُقد يوم الأربعاء 28 أكتوبر، وضم 12 من كبار خبراء التعليم من أنحاء العالم، وشارك في رئاسته أبهيتيت بانرجي، وهو اقتصادي حائز على جائز نوبل وبروفيسور في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وسلفيا شميلكس البروفيسورة في الجامعة الأيبيرية-الأمريكية في المكسيك.
وقد شارك كلاهما في فعالية نشر التقرير، إلى جانب وزراء من أنحاء العالم، بمن فيهم المبعوثة البريطانية الخاصة لتعليم الفتيات والوزيرة بوزارة الخارجية والتنمية البارونة ليز سَغ؛ ووزيرة المالية في بيرو ماريا أنتونيتا ألفا؛ ووزير شؤون التعليم الأساسي والثانوي وكبير مسؤولي الإبداع في سيراليون ديفيد سينغيه؛ ووزيرة التعليم في رواندا د. فالنتين أواماريا. كما انضم إليهم أعضاء آخرون في اللجنة الاستشارية المعنية بالشواهد بمجال التعليم في العالم.
يحدد هذا التقرير أفضل الاستثمارات لتحسين نوعية التعليم والإقبال عليه في البلدان النامية، وكذلك الاستثمارات التي لا تحقق أفضل مردود من حيث التكلفة. ويأتي صدوره في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمة في التعلم، حيث تسببت جائحة فيروس كورونا في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل عن التعلم في مدارسهم في أوج مرحلة إغلاق المدارس.
قالت المبعوثة البريطانية الخاصة لتعليم الفتيات، البارونة سَغ، في تصريح أدلت به قبل نشر التقرير:
“فيروس كورونا يشكل ليس فقط أكبر تهديد عالمي على الصحة والاقتصاد شهدناه في حياتنا – بل يشكل أيضا أزمة تعليمية لم يسبق لها مثيل.
“وحتى قبل انتشار هذه الجائحة، كان 9 من بين كل 10 أطفال في البلدان منخفضة الدخل غير قادرين على قراءة قصة لدى بلوغهم سن العاشرة من العمر. وإن لم نفعل شيئا حيال ذلك، سيزداد الوضع سوءا.
“لهذا السبب بات الآن مهما أكثر من أي وقت مضى أن نستثمر بحكمة لنساعد الأطفال على التعلم مجددا. وقد حشدت المملكة المتحدة والبنك الدولي خبراء عالميين لتسليط الضوء على أفضل السبل لتعليم الأطفال اليوم لكي نتمكن من إحداث تحوّل في عالم الغد.”
وقالت مديرة سياسة التنمية والشراكات في البنك الدولي، ماري بانغستو، قبل فعالية نشر التقرير:
“أزمة كوفيد-19 تفاقم أزمة التعلم التي هي عالمية أصلا. ويتبين من بحثنا بأن فقر التعلم يمكن أن يزداد بحدة، وستكون الخسائر كبيرة بشكل خاص بالنسبة للتلاميذ المحرومين.
“لذا من المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، الربط بين البحوث والسياسات، بين النظرية والتطبيق، في عملنا الجماعي لأجل تحويل المعرفة التنموية إلى مخرجات تنموية، وخصوصا لمساعدة أكثر المتضررين من هذه الأزمة غير المسبوقة. لقد كان مجال التعليم يفتقر إلى هذا الجسر بين البحوث الأكاديمية والقرار السياسي، وهذه المبادرة تحاول سد هذه الفجوة.”
لتحسين التعلم، والتعافي بشكل أفضل من جائحة فيروس كورونا وتحقيق أكبر جدوى مقابل التكلفة، يحدد التقرير أفضل الجهود، بما فيها:
- تصميم طرق التعليم بناء على مستوى القدرات والتعلم، وليس بناء على السن أو الدرجة، وتوفير مزيد من الدعم الإضافي لمساعدة الأطفال الذين تخلفوا عن أقرانهم في التعليم؛
- زيادة الاستثمار في التعليم بالمرحلة ما قبل الابتدائية، وذلك لوقف الاختلاف بمستويات التعلم التي نشهدها في سن 5 سنوات بين أطفال العائلات الأدنى والأعلى دخلاً؛
- وضع خطط دروس منظمة تشمل إرشاد المعلمين وتدريبهم؛
- توفير مِنَح بناء على الجدارة للأطفال المحرومين لمساعدتهم في الاستمرار في التعليم؛
- إخبار الآباء بشأن فوائد إرسال الأطفال إلى المدرسة، والخيارات المتاحة لهم؛
- السعي إلى تقليل الوقت اللازم للذهاب إلى المدرسة.
يأتي نشر هذا التقرير بعد اجتماع وزاري ضمن الاجتماعات السنوية للبنك الدولي-صندوق النقد الدولي، حيث حذر خبراء من الانتكاسة الكبيرة التي سوف تسببها جائحة كوفيد-19 في إحراز تقدم بالتعليم في حال عدم اتخاذ إجراءات منسقة ومستمرة.
وهذه التوصيات تبني على الدور القيادي للمملكة المتحدة في مناصرة حق كل فتاة بالحصول على 12 سنة من التعليم الجيد. وفي السنة القادمة ستشارك المملكة المتحدة في استضافة قمة حول الشراكة العالمية لأجل استكمال العجز في التعليم بهدف حث قادة العالم على الاستثمار في جهود إعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة. كما سيكون تعليم الفتيات موضوعا محوريا خلال رئاسة المملكة المتحدة لمجموعة السبع.
تعمل المملكة المتحدة والبنك الدولي بالفعل مع حكومات شريكة في أنحاء العالم لتقديم برامج ناجحة وتحقق مردودا جيدا من حيث التكلفة، وذلك بموجب ما خلص إليه التقرير، وإظهار أن هذه التوصيات يمكن أن تساعد في الاستثمار بجهود ذكية ومجدية من حيث التكلفة بمجال التعليم.
على سبيل المثال، تعمل المملكة المتحدة مع الحكومة الإثيوبية لتقليل عدم المساواة في التعليم من خلال دعم استثمارها في التعليم بالمرحلة قبل الابتدائية؛ وتساعد غانا في توفير تعليم جيد للأطفال عن طريق وضع منهج يناسب مستويات تعلمهم؛ وكذلك تساعد رواندا في تطوير وتطبيق خطط دروس منظمة بشكل جيد من خلال إرشاد وتدريب المعلمين.
كما إن البنك الدولي، من خلال مبادرات مكرسة لهذا الغرض، مثل مبادرة صندوق تقييم الأثر الاستراتيجي، يستثمر في جمع شواهد بشأن الفعالية والتكاليف، إلى جانب مساعدة الحكومات في أنحاء العالم لترجمة الاستنتاجات إلى أفعال في سياساتها.