المملكة المتحدة في طليعة جهود منع موجة ثانية من فيروس كورونا
وزيرة التنمية الدولية تعلن تقديم 200 مليون جنيه لدعم جهود مؤسسات خيرية ومنظمات دولية في مواجهتها لفيروس كورونا، وبذلك تصبح المملكة المتحدة واحدة من أكبر المانحين في الاستجابة العالمية.
أعلنت وزيرة التنمية الدولية آن-ماري تريفليان اليوم بأن المساعدات البريطانية سوف تحمي المواطنين البريطانيين وتساعد في منع وصول موجة جديدة من فيروس كورونا إلى المملكة المتحدة من خلال إبطاء انتشاره في البلدان الأكثر حاجة للمساعدة.
هذه الحزمة الجديدة من المساعدات، البالغة 200 مليون جنيه، سوف تدعم هيئات خيرية بريطانية ومنظمات دولية للمساعدة في وقف الإصابات الجماعية بالفيروس في البلدان النامية، والتي تفتقر عادة لأنظمة الرعاية الصحية اللازمة لتقصّي الإصابات بالفيروس ووقف انتشاره. وبهذا الإعلان اليوم (الأحد)، يرتفع إجمالي المساعدات التي رصدتها المملكة المتحدة لمكافحة فيروس كورونا في العالم إلى 744 مليون جنيه، وبذلك تصبح واحدة من أكبر المانحين للاستجابة الدولية للوباء.
لقد أشار خبراء الصحة إلى أن نقاط ضعف أنظمة الرعاية الصحية في البلدان النامية تعتبر من أكبر المخاطر لانتشار الفيروس في العالم. كما حذروا بأن في حال انتشار فيروس كورونا في البلدان النامية دون السيطرة عليه، فقد يؤدي ذلك إلى معاودة ظهور الفيروس في وقت لاحق من السنة في المملكة المتحدة، وبالتالي تعريض المستشفيات فيها لمزيد من الضغوط.
المساعدات الجديدة المعلن عنها اليوم تشمل 130 مليون جنيه لوكالات الأمم المتحدة استجابة لندائها العاجل للحصول على الدعم، و65 مليون جنيه من هذا المبلغ مخصص لمنظمة الصحة العالمية التي تنسق الجهود الدولية للقضاء على الوباء في وقت أسرع.
من شأن التمويل المقدم من المملكة المتحدة لمنظمة الصحة العالمية أن يساعدها في الخروج بتقدير أكثر دقة لكيفية تطور انتشار الوباء في العالم، وتوجيه الدعم إلى حيث يمكنه إنقاذ أكبر عدد من الأرواح ووقف انتشاره في وقت أسرع، ومساعدة الدول في الاستجابة لانتشار الفيروس.
يعتبر الوباء خطيرا بشكل خاص في البلدان التي أنظمتها الصحية ضعيفة، وتواجه صعوبة أصلا في مكافحة أمراض يمكن منع انتشارها. ففي اليمن، 80 بالمئة من السكان بحاجة أصلا لمساعدات إنسانية، ونحو 50 بالمئة فقط من المرافق الصحية فيه تعمل. وفي آسيا، تستضيف بنغلادش 850,000 من اللاجئين الروهينغا، وكثير منهم يعيش في مخيمات مزدحمة وغير صحية، ويمكن أن ينتشر فيها المرض سريعا.
هذه البلدان سوف تتضرر كثيرا من فرض حجر فيها وعرقلة توفير السلع والخدمات. ومن شأن المساعدات البريطانية أن تخفف هذه الظروف وتساعد من يعيشون أصلا في أوضاع بائسة.
كما يساعد هذا التمويل البلدان النامية في تحديد المصابين بالفيروس سريعا ورعايتهم للحد من انتشار العدوى ما بين الناس. واستثمارنا هذا سوف يساعد في توفير محطات لغسل اليدين ومراكز لعزل ومعالجة المصابين في مخيمات اللاجئين، وزيادة توفير الماء النظيف لمن يعيشون في مناطق الصراع.
قالت وزيرة التنمية الدولية، آن-ماري تريفليان:
بينما يعمل أطباؤنا وممرضونا الرائعون على مكافحة فيروس كورونا في بلدنا، سوف ننشر الخبرات البريطانية والتمويل المقدم منا في أنحاء العالم لمنع موجة جديدة فتاكة من الفيروس من الوصل إلى المملكة المتحدة.
فيروس كورونا لا يحترم حدود الدول، وبالتالي فإن قدرتنا على حماية الشعب البريطاني ستكون فعالة فقط إن عززنا أنظمة الرعاية الصحية في البلدان النامية التي تحتاج المساعدة أيضا.
من شأن التمويل البريطاني الجديد أن يساعد في منع إصابة ملايين الناس بالفيروس في أكثر البلدان فقرا، ما يعني بأن باستطاعتنا القضاء على هذا الوباء العالمي بوقت أسرع، ومنع موجات جديدة من العدوى به من الوصول إلى المملكة المتحدة.
مبلغ 200 مليون جنيه المعلن عنه اليوم يشمل 50 مليون جنيه مخصص للصليب الأحمر لمساعدة المناطق التي يصعب الوصول إليها، كالمناطق التي يدور فيها صراع مسلح.
ومبلغ 20 مليون جنيه المتبقي مخصص للمنظمات غير الحكومية، بما فيها هيئات خيرية بريطانية تستعين بالخبرات البريطانية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
إن علماء وباحثين بريطانيين رائدين، كأولئك في جامعة أكسفورد وفي مؤسسة مولوجيك، في بدفورد، يعتبرون بالفعل في طليعة السباق العالمي لإيجاد لقاح مضاد للفيروس ووقف انتشاره، بما في ذلك في المملكة المتحدة.
وقد رصدت المملكة المتحدة بالفعل 250 مليون جنيه من المساعدات لدعم تحالف ابتكارات الاستعداد للوباء لأجل العمل سريعا لتطوير لقاح مضاد للفيروس، وهذا المبلغ أكبر من أي تبرع مقدم من أي بلد آخر. وبفضل هذا الاستثمار، سوف تتوفر أي لقاحات يجري تطويرها مستقبلا بأقل الأسعار الممكنة للمستشفيات الحكومية في المملكة المتحدة وأنظمة الرعاية الصحية في الدول الأخرى.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء قادة العالم للتعاون معا لإنتاج لقاح في أسرع وقت ممكن، وتوفيره لكل من يحتاج إليه.
قال د. تيدروس أدحانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية:
أظهر وباء كوفيد-19 بأنه لا يحترم الحدود ولا يفرق بين الناس على مختلف أصولهم العرقية أو أيديولوجيتهم أو حجم اقتصاد بلدانهم.
والمساهمات السخية من المملكة المتحدة تعتبر بيانا قويا بأن هذا تهديد عالمي يتطلب استجابة عالمية. ومنظمة الصحة العالمية تعرب عن امتنانها لحكومة وشعب المملكة المتحدة لما قدموه من مساهمة سخية.
إننا نواجه هذه المشكلة معا، ما يعني أن حماية الصحة في أنحاء العالم سوف تساعد في حماية صحة المواطنين في المملكة المتحدة.
المساهمة البريطانية المقدمة لمنظمة الصحة العالمية سوف تساعد ليس فقط البلدان النامية، بل أيضا تستفيد منها المملكة المتحدة من خلال إجراء مزيد من الأبحاث حول الفيروس وتحسين التنسيق الدولي بشأن الاستجابة.
قال أليكسندر ماثيو، المدير التنفيذي للصليب الأحمر الدولي:
إن حجم هذه المنحة المقدمة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (بما في ذلك الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمة الدولية للصليب الأحمر) تبين مدى صعوبة التحديات التي أمامنا. الفيروس ربما لا يفرق بين الناس، لكن المجتمعات المعرضة لخطر الفيروس – تلك التي تفتقر إلى الرعاية الصحية وسبل النظافة الشخصية والغذاء – هي الأكثر تضررا منه.
الصليب الأحمر البريطاني، وهو جزء من حركة الصليب الأحمر، تستجيب حاليا داخل المملكة المتحدة، بما في ذلك بتقديم المساعدة لمؤسسات الرعاية الصحية لدينا. لكن في نهاية المطاف، لكي تكون الاستجابة الدولية تلك فعالة علينا مساعدة أكثر البلدان عرضة لخطر الفيروس كجزء من الجهود المبذولة لأجل سلامتنا جميعا.
كما إن الوباء يخلق تحديات أخرى – من كون النساء والفتيات أكثر عرضة للإساءة، وشعوب تعاني من مجاعات مزمنة ولم تعد تحصل على الدعم الغذائي، ومخيمات ومستشفيات انقطعت عنها الإمدادات الحيوية.
إن الاستجابة لوباء كوفيد-19 يجب أن تشمل معالجة الآثار المباشرة والثانوية لهذا الوباء.
ملاحظات للمحررين
المساهمة النقدية الجديدة البالغة 200 مليون جنيه موزعة على النحو التالي:
-
130 مليون جنيه استجابة لنداء الأمم المتحدة، وذلك يشمل: 65 مليون لمنظمة الصحة العالمية؛ 20 مليون لليونيسيف؛ 20 مليون لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ 15 مليون لبرنامج الأغذية العالمي؛ 10 ملايين لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
-
50 مليون جنيه للنداءات الجديدة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
-
20 مليون جنيه لمنظمات دولية غير حكومية، بما فيها هيئات خيرية بريطانية، لمواجهة آثار الفيروس.
هذا وسوف يتوفر مزيد من التفاصيل لاحقا بشأن إعلان التمويل هذا.
بإعلان هذا المبلغ الجديد، يرتفع إجمالي ما رصدته المملكة المتحدة لمكافحة فيروس كورونا إلى 744 مليون جنيه. ذلك يشمل: دعم تطوير لقاحات واختبارات وعلاجات جديدة، ومساعدات إنسانية، ودعم صندوق النقد الدولي للمساعدة في تخفيف أثر فيروس كورونا على أكثر البلدان حاجة للمساعدة، وبرنامج عالمي للنظافة الشخصية عبر شركة يونيلفر.