المملكة المتحدة تستضيف قمة للتأكيد على أهمية دوْر العلم والابتكار في تعزيز الأمن الغذائي العالمي
القمة العالمية للأمن الغذائي تجمع خبراء لمعالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي، وبناء نُظم غذائية أكثر قدة على الصمود في مواجهة المناخ.
- القمة العالمية للأمن الغذائي التي تُعقد في لندن ستدفع إلى تغيير طويل الأجل لدرء الجوع وسوء التغذية
- الدعم الجديد سوف يعزز الأمن الغذائي عن طريق تطوير محاصيل تقاوم تغير المناخ، بالإضافة زيادة التمويل لمعالجة سوء التغذية الحاد بين الأطفال
- الكتاب الأبيض بشأن التنمية الدولية، والذي يُنشر خلال القمة، يحدّد المقاربة الجديدة طويلة الأجل التي تتبناها المملكة المتحدة لمعالجة التحديات المتعلقة بتوفر الغذاء
سوف تدشِّن المملكة المتحدة مركزاً علميا جديداً يتولى الخبراء من خلاله العمل على تطوير محاصيل تستطيع التأقلم مع أشكال المناخ، وتحديد المخاطر التي تهدد النظم الغذائية العالمية، وفقاً لما جاء في كلمة رئيس الوزراء ريشي سوناك اليوم (20 نوفمبر).
وسوف يُكشف النقاب عن هذا المشروع الجديد خلال القمة العالمية للأمن الغذائي في لندن، والتي تستضيفها المملكة المتحدة بالشراكة مع كلّ من الصومال والإمارات العربية المتحدة ومؤسسة الصندوق الاستثماري للأطفال، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس.
وسيحث رئيس الوزراء في كلمته الافتتاحية المجتمع الدولي على معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي، وتطوير نظم غذائية أكثر قدرة على التكيف والصمود، والعمل الآن لمنع وقوع الأزمات الغذائية وسوء التغذية.
المركز العلمي الافتراضي الجديد سيعمل بقيادة الفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية، وهي شراكة عالمية بمجال البحوث تضم المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي لتعزيز قدرة النظم الغذائية العالمية على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية في ظل المناخ المتغير. وسوف يربط المركز العلماء البريطانيين بمبادرات البحوث لتطوير محاصيل يمكنها تحمل آثار تغير المناخ، وتكون أكثر قدرة على مقاومة الأمراض.
من المتوقع أيضا نشر الكتاب الأبيض للتنمية الدولية، بشأن انعدام الأمن الغذائي، يوم الاثنين خلال القمة.
الكتاب الأبيض معني بمعالجة انعدام الأمن الغذائي باعتباره أحد التحديات العالمية الملحة، مبيّنا كيفية الذهاب إلى أبعد من مجرد تقديم المساعدات المالية والاستعاضة عنها بشراكات مع دول أخرى لمعالجة أزمات الفقر المدقع وتغير المناخ.
إن تغير المناخ، والصراع، والآثار طويلة الأمد لجائحة كوفيد-19، وتداعيات غزو روسيا لأوكرانيا على إمدادات الغذاء الدولية كلها عوامل أساسية مسببة لانعدام الغذاء حاليا.
وقد لعبت المملكة المتحدة دورا أساسيا في ضمان أن تتمكن أوكرانيا من مواصلة صادراتها من المحاصيل الزراعية، رغم انسحاب روسيا من مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود وتجاهلها لما لذلك من أثر على أكثر الشعوب حاجة للمساعدة في العالم. فصادرات الحبوب الأوكرانية ضرورية لضمان الأمن الغذائي العالمي.
قال رئيس الوزراء، ريشي سوناك:
علينا العمل لمعالجة المسببات، الخفية عادة، الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي العالمي.
أفتخر بأن المملكة المتحدة تضطلع بدور قيادي، إلى جانب شركائنا، لإيجاد حلول لبعض من أكبر التحديات العالمية في عصرنا - من أثر حرب روسيا في أوكرانيا وحتى آثار الكوارث الطبيعية الكبيرة على إنتاج الغذاء.
تشمل أولويات الكتاب الأبيض حشد التمويل الدولي، وإصلاح النظام الدولي، وتسخير الابتكار، ووضع النساء والفتيات في مركز الصدارة لضمان الفرص للجميع.
قال وزير شؤون التنمية بوزارة الخارجية، أندرو ميتشل:
إن عدداً كبيراً جداً من الأطفال يأوون إلى الفراش وينامون جائعين، ويعانون من سوء التغذية. وفي هذه القمة، ستكون المملكة المتحدة وشركاؤها متحدين في تصميمنا على تغيير هذا الوضع. ومن شأن أحدث ما توصّل إليه العلم وشراكات الابتكار أن تساعد بريطانيا على تنشئة عالم أفضل صحة وأقوى أمنا وازدهارا لنا جميعاً.
كما سوف نطلق اليوم الكتاب الأبيض للتنمية الدولية البريطانية، والذي يحدد رؤيتنا طويلة الأمد للتصدي للتحديات العالمية الصعبة - بما في ذلك الوقاية من، وعلاج، هُزال الأطفال - من خلال شراكات ومصادر تمويل جديدة. والقمة العالمية للأمن الغذائي مثال عملي لكيفية ما نقوم به بطبيعة الحال لتحقيق هذه الرؤية.
إن الأرز الذي يتحمل الفيضانات، والقمح المقاوم للأمراض، والبطاطا الحلوة المدعمة بيولوجيا والغنية بالفيتامينات ليست سوى بعضٍ من المحاصيل المحسنة التي ساعدت المملكة المتحدة في تطويرها حتى الآن من خلال الفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية.
وبالتعاون مع شركائها، تعمل المملكة المتحدة على معالجة تدهور الأمن الغذائي وحالة سوء التغذية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مختلف أنحاء أفريقيا.
ويجري حاليا تقديم مبلغ يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني من التمويل الإنساني للبلدان الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي، بما فيها إثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، ومنطقة الساحل، وأفغانستان، وللبلدان المتضررة من الأعاصير والجفاف بسبب تغير المناخ، مثل ملاوي.
وتساهم المملكة المتحدة أيضا في تجنب أزمات الغذاء والتغذية مستقبلاً في الصومال من خلال بناء القدرة على مواجهة الصدمات المناخية وتعزيز الخدمات الصحية.
إن سوء التغذية هو السبب الكامن وراء 45% من وفيات الأطفال حول العالم.
وسيعلن رئيس الوزراء خلال القمة أن المملكة المتحدة ستقدم المزيد من الدعم لصندوق تغذية الأطفال. هذا التمويل سيعني رفع مستوى دعم الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع وتوفير الرعاية الصحية لهم، وتحسين مراقبة أفضل السبل لإدارة ومنع أخطر أشكال سوء تغذية الأطفال.
كما سيقدم الدعم البريطاني مبلغا مساويا للمبلغ الذي تستثمره البلدان الأكثر تضرراً من مواردها الخاصة، بما فيها أوغندا وإثيوبيا والسنغال، في معالجة هذه القضية. فذلك يساعد في توفير أكثر ثباتا لإمدادات الأغذية الحيوية للأطفال الصغار الذين يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية.