إشعار

الشراكة الاستراتيجية البريطانية-السعودية: بيان مشترك (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية)

منشورة 15 يوليو 2021

تم نشره بموجب 2019 to 2022 Johnson Conservative government

تأسس مجلس الشراكة الاستراتيجية في شهر مارس 2018 لتأكيد وتوطيد العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وللالتزام بشراكة أعمق وأكثر استراتيجية تجاه تعزيز المصالح المشتركة. هذا المجلس مؤلف من لجنتين: اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، واللجنة السياسية والأمنية.

وفي 14 يوليو 2021، تحت رعاية مجلس الشراكة الاستراتيجية البريطانية-السعودية، عقد وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطاني، النائب كواسي كوارتنغ، ووزير التجارة السعودي معالي د. ماجد القصبي الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادية والاجتماعية في مجلس الشراكة.

أجرى رئيسا اللجنة الاقتصادية والاجتماعية محادثات بناءة ومثمرة حول تنشيط العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين المملكتين في المجالات المتفق عليها في الشراكة الاستراتيجية.

الشراكة الاستراتيجية لرؤية 2030

تدرك المملكة المتحدة التقدم الكبير الحاصل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 في سنة 2016، وتجدد تأكيد التزامها المستمر بدعم تحقيق رؤية 2030، والتي هي برنامج السعودية للتنوع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي. وأشادت المملكتان بنتائج اجتماع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الذي عُقد في يوليو 2019، وجددتا التزامهما المشترك بتطوير التجارة والاستثمار، إلى جانب تحقيق الازدهار المشترك في عدد من القطاعات لمواطني المملكتين.

إن تعيين المملكة المتحدة والسعودية لكل من لورد غريمستون ومعالي المهندس خالد الفالح مؤازرَيْن للاستثمار، وسير ستيف سميث ومعالي د. حمد بن محمد آل شيخ مؤازرَيْن للتعليم، ومعالي جاياواردينا ومعالي السيد عبد الرحمن الحربي مؤازرَيْن للسياسة التجارية، إلى جانب المؤازرِين الحاليين، فيه تأكيد للأهمية التي توليها المملكتان لتطوير الروابط الثنائية دعما للتواصل بين الشعبين، ولتحقيق تعاون أكبر في الفرص الاقتصادية والاجتماعية.

وقد حرص رئيسا اللجنة، اللذين كانا قد التقيا في الرياض في مايو 2021، على الدفع قُدماً في تعاون اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، والتي جرى تقسيمها إلى أربع مجموعات.

المجموعة الأولى: التجارة والاستثمار والخدمات المالية

استعرض رئيسا اللجنة النمو الكبير في التجارة البريطانية-السعودية المتبادلة في السنوات القليلة الماضية. وبحثا سبل تعزيز التعاون في التجارة والخدمات المالية، وخاصة في مجالات التقنيات المالية، والخدمات المصرفية المفتوحة، وتمويل المشاريع الخضراء. كما بحثا أولويات القطاعات الاستثمارية البريطانية والسعودية، ومن المتوقع أن يؤدي التعاون المشترك إلى فتح آفاق إضافية لشراكات استراتيجية جديدة. وخلال زيارة معالي د. ماجد القصبي إلى لندن، حضر كذلك قمة الاستثمار المستدام، التي استضافها عمدة حي المال في لندن، لبحث الفرص الاستثمارية لدعم قطاعات أكثر استدامة.

المجموعة الثانية: التعليم والرعاية الصحية

حرصت المملكة المتحدة والسعودية على تقوية الشراكة التعليمية البريطانية-السعودية، ورحبتا بالتقدم الحاصل حتى الآن، بما في ذلك تحديد الأولويات على المدى القصير، والتي تشمل التدريب والتطوير في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة والتعليم والتدريب المهني. كما أشادت السعودية بخبرة ومراس قطاع التعليم في المملكة المتحدة، وأعربت عن امتنانها للجهود التي يبذلها الممثل البريطاني الخاص سير ستيف سميث، بما في ذلك زيارته مؤخرا إلى السعودية.

كما وقعت المملكتان، منذ تأسيس الشراكة الاستراتيجية، عددا من مذكرات التفاهم بين مؤسسات سعودية وبريطانية رائدة بمجال الرعاية الصحية دعما لتحقيق أهداف رؤية 2030. واتفق الجانبان على طموحهما في التعاون في مجالات أخرى، بما فيها الاستعداد للجوائح، والتقنية الصحية، والوزن الصحي والتغذية الصحية، وتطوير نظام الرعاية الصحية بمجمله بشكل عام.

المجموعة الثالثة: الطاقة والصناعة والبيئة

ترتبط المملكة المتحدة والسعودية بعلاقات ودية ممتدة منذ عقود طويلة بمجال الطاقة، وتتشاركان باهتمام مشترك ويزداد اتساعا بمجال المناخ. وبعد اجتماع الوزير كوارتنغ في مايو 2021 بصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة، جرى تحديد عدد من مجالات التعاون في مجال الطاقة تحت مظلة الاقتصاد الدائري للكربون. من بين هذه المجالات: احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، والهيدروجين، والوقود النظيف، والاحتجاز المباشر من الهواء، ومصادر الطاقة المتجددة. كما حدد الجانبان طموحهما للتعاون بمجالات المناخ والبيئة، وخاصة فيما يتعلق ببناء القدرات وتبادل الخبرات بين المملكتين. وإضافة إلى ذلك، بحث الجانبان فرصا جديدة للشراكة، بما فيها التعاون بمجال الفضاء والتعدين والمنتجات الصيدلانية والطيران.

وإدراكا لأهمية سنة 2021 بالنسبة لرئاسة المملكة المتحدة لقمة العمل المناخي 26 (COP26)، رحبت السعودية بالزيارة المرتقبة لمعالي ألوك شارما إلى المملكة لترسيخ الالتزامات المتفق عليها أصلا للتعاون لأجل بناء القدرات وتبادل الخبرات بمجال المناخ والبيئة. وتشيد المملكة المتحدة بإطلاق ’مبادرة السعودية الخضراء‘ و’مبادرة الشرق الأوسط الأخضر‘ باعتبار تلك خطوات هامة في الطموح المناخي للسعودية وأجندتها لتنويع الاقتصاد، إضافة إلى إحراز تقدم في مقاربتها في الاقتصاد الدائري للكربون تجاه تطبيق الهدف طويل المدى لاتفاق باريس لتخفيف آثر تغير المناخ. واتفق الجانبان على العمل معا تجاه تحقيق نتائج طموحة وشاملة في قمة العمل المناخي 26 لتعجيل العمل المناخي، وعدم ترك أي مسألة أو التخلي عن أي أحد، والبناء على التزام زعماء دول مجموعة العشرين خلال رئاسة السعودية بالتطبيق الكامل لاتفاق باريس. وتلتزم المملكتان بمعالجة تغير المناخ من خلال تخفيف آثاره والتكيف معه، وذلك يشمل الالتزام بأن يظل الاحترار العالمي دون الدرجتين مئويتين، وبذل الجهود لأن ينحصر الاحترار العالمي بما دون 1.5 درجة مقارنة بمستويات قبل الحقبة الصناعية، وذلك في سياق التنمية المستدامة والجهود المبذولة للقضاء على الفقر. ويلتزم البلدان بتقوية العمل المناخي قبيل انعقاد قمة العمل المناخي 26 بحيث يرفع الطموح في عشرينيات القرن الحالي، وبما ينسجم مع تطوير استراتيجيات شاملة طويلة الأمد لضمان تحقيق الأهداف المشار إليها أعلاه.

المجموعة الرابعة: الثقافة والرياضة والسياحة

تشيد المملكة المتحدة والسعودية بالروابط الممتازة بين الشعبين وتحرصان على تنميتها من خلال إتاحة فرص ثقافية وسياحية ورياضية. والاتفاقيات بين المملكة المتحدة والسعودية - بما في ذلك اتفاقيات وزارات الثقافة والسياحة والرياضة والهيئة العامة للترفيه مع مؤسسات ترفيهية بريطانية - سوف تعزز التعاون. وبشكل خاص، تحرص المملكتان على تعميق الشراكة بينهما بقطاعات الأفلام والتراث والفنون والسياحة والترفيه، والمشاركة الجماهيرية في الرياضة.

وفي ختام الاجتماع، شكر وزير التجارة معالي د. ماجد القصبي وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطاني، النائب كواسي كوارتنغ، على كرم الضيافة التي لقيها هو والوفد المرافق له. ومن جانبه، أعرب الوزير كواسي كوارتنغ عن تقديره للجانب السعودي لما يبذله من جهود. ويتطلع كلا الجانبين قدما إلى تعزيز التعاون بينهما تحت مجلس الشراكة الاستراتيجية.