بناء مستقبل أكثر أمنا واستقرارا للشعب الليبي
مداخلة السفير جيمس كاريوكي خلال إحاطة بمجلس الأمن بشأن ليبيا، تحدث فيها عن تأكيد دعم العملية السياسية في ليبيا، وضرورة مشاركة النساء والشباب فيها، وانسحاب القوات والمرتزقة الأجانب.
أود توجيه الشكر إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ديكارلو، والسيدة السعودي على إحاطتيهما لمجلس الأمن. كذلك أشكر السفير تيرومورتي على المستجدات التي أطلعنا عليها. وأرغب في انتهاز هذه الفرصة أيضا لأشكر المستشارة الخاصة للأمين العام ستيفاني ويليامز على جهودها الحثيثة وتواصلها الواسع في أنحاء ليبيا. كما سمعنا اليوم، ومثلما ورد في تقرير الأمين العام، ليبيا الآن عند منعطف حرج، وتأخير الانتخابات التي كان من المزمع إجراؤها في شهر ديسمبر الماضي كان مخيبا للأمل. علينا الحفاظ على الزخم. وبهذا الصدد، أود اليوم أن أدلي بثلاث نقاط.
أولا، أجدد تأكيد الدعم التام من المملكة المتحدة للعملية السياسية الجارية بتسهيل من الأمم المتحدة، وبقيادة ومبادرة ليبية. إن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة للجميع ما زال يعتبر خطوة حيوية في هذه العملية. ولقد أعرب الشعب الليبي بوضوح عن تطلعاته بأن يكون له رأي فيمن يحكمه.
لكن إن أردنا المضي قدما وتجنّب التأخيرات المستمرة وعدم اليقين، من الضروري معالجة التحديات التي حالت دون إجراء الانتخابات في شهر ديسمبر. وقد استمعت بعناية لما قالته السيدة السعودي حول أهمية المساءلة.
كذلك من الضروري أن نواصل جميعنا مساندة جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لجمع المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية معا دعما لاستقرار ليبيا وسيادتها ووحدتها الوطنية. لهذا السبب اقترحنا مشروع قرار لتجديد تكليف هذه البعثة.
ثانيا، نواصل المطالبة بشمول النساء والشباب تماماً وجديّاً وبالمساواة في عملية السلام والعملية السياسية الأوسع. ننوه علما بأن عدد النساء المسجلات كناخبات يبلغ نحو مليون من أصل 2.8 مليون ناخب. إلا أن من بين 98 من المسجلين المرشحين في الانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي توجد اثنتان فقط من النساء. إن العملية التي تمثل فقط نصف السكان ليست عملية مستدامة ولا شمولية. لا بد وأن تتمكن النساء من المشاركة في العملية الانتخابية كمرشحات وكناخبات دون خشية الانتقام أو الترهيب. وإنني أعرب عن امتناني للنساء اللواتي رشحن أنفسهن لتمثيل مجتمعاتهن رغم هذه التحديات.
وأخيرا، من الأهمية بمكان الآن أكثر من أي وقت مضى أن تسحب الأطراف الدولية جميع القوات والمرتزقة الأجانب من ليبيا دون أي تأخير. ونحن نوصي بخطة عمل اللجنة العسكرية المشتركة باعتبارها خطوة أولى، لكن يلزم الآن على الجميع تطبيقها. كما نحث على إحراز مزيد من التقدم في خطة لمراقبة والتحقق من وجود وانسحاب القوات والمرتزقة الأجانب.
كما الحال دائما، المملكة المتحدة مستعدة للعمل مع ليبيا ومع شركائنا الدوليين لبناء مستقبل أكثر سلاما واستقرارا للشعب الليبي.