خطاب

التعاون لتحقيق السلام في السودان وجنوب السودان

مداخلة أليس جاكوبس، نائبة المنسق السياسي للمملكة المتحدة في الأمم المتحدة، خلال جلسة نقاش مجلس الأمن بشأن السودان وجنوب السودان.

تم نشره بموجب 2019 to 2022 Johnson Conservative government
Alice Jacobs, UK Deputy Political Coordinator at the UN

أود أن أبدأ بالترحيب بتحسن العلاقات الثنائية بين حكومتي السودان وجنوب السودان. وتود المملكة المتحدة أن تثني على الدور الذي قامت به حكومة جنوب السودان في تيسير المفاوضات التي أفضت إلى توقيع اتفاق جوبا للسلام في 3 أكتوبر.

تدعو المملكة المتحدة إلى التنفيذ السريع لهذا الاتفاق، بما في ذلك في “المنطقتين”.

كما نرحب باستئناف المفاوضات بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – بقيادة الحلو. ونواصل حث الأطراف على المشاركة البناءة دون شروط مسبقة وذلك من أجل التوصل إلى حل سلمي وسريع.

من المشجع أيضاً عقد اجتماع رفيع المستوى بين ممثلي السودان وجنوب السودان الذي شهده الشهر الماضي من أجل مناقشة الوضع النهائي لمنطقة أبيي والمناطق الحدودية الأخرى. لقد طال انتظار هذه الرغبة التي أبدتها الحكومتان لاغتنام هذه الفرصة.

ومع ذلك، إنه لمن من المخيب للآمال أن هذا التقارب لم يُترجم بعد إلى أي تقدم على الأرض في منطقة أبيي. لذا ندعو كلا البلدين إلى البناء على هذا التواصل الجديد على المستويات العليا والمحلية، وذلك من أجل تسوية الوضع النهائي لمنطقة أبيي.

وبالانتقال للحديث عن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (“بعثة يونيسفا”)، تثني المملكة المتحدة على الدور الذي تواصل البعثة القيام به من أجل دعم السلام والأمن في منطقة أبيي.

نرحب كذلك بالتواصل المستمر لبعثة يونيسفا مع حكومتي السودان وجنوب السودان، بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع ذات الأثر السريع، وإزالة مخاطر المتفجرات، ومواصلة الدعم الإنساني. كما تعد الجهود المستمرة لبعثة يونيسفا من أجل دعم تمكين المرأة ذات أهمية بالغة.

إلا أنه من المؤسف أن البعثة لا تزال تواجه عقبات في تنفيذ الأنشطة المنوطة بها.

من الواضح أن هذه المعوقات تؤثر بشدة على استقرار وأمن المنطقة. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حوادث العنف، بما في ذلك الهجمات على قوات حفظ السلام، والأعمال الإجرامية، إلى جانب استمرار المعدلات المروعة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في المنطقة.

إننا نحث كلا الطرفين على العمل مع البعثة من أجل إحراز تقدم لإنشاء قوة شرطة أبيي كآلية لضمان معالجة المسائل المتعلقة بالاستقرار والأمن.

هنالك حاجة واضحة لتعزيز العنصر المدني وعناصر الشرطة في بعثة يونيسفا لتمكينها من تقديم أفضل دعم للمجتمع المحلي.

لذلك نكرر دعوتنا لحكومة السودان لتسهيل إصدار جميع طلبات التأشيرات المعلقة، وخاصة تلك المتعلقة بأفراد الشرطة.

كما دعا هذا المجلس مراراً كلاً من حكومتي السودان وجنوب السودان لتسهيل تشغيل مهبط الطائرات في منطقة أتوني.

لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 أهمية ضمان توفير الإجلاء الطبي السريع لموظفي الأمم المتحدة. وتنطبق هذه الحالة بشكل خاص على بعثة يونيسفا نظراً لبعد أبيي، وإنّ استمرار رفض هذا الطلب يُظهر للأسف تجاهلاً لسلامة موظفي الأمم المتحدة.

أخيراً، نكرر دعوتنا لجميع الأطراف إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني والسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بتقديم المساعدة إلى المحتاجين دون عوائق.

وفي الختام، تشيد المملكة المتحدة بالدور الحيوي الذي تلعبه بعثة يونيسفا في الحفاظ على الاستقرار في منطقة أبيي، والمساعدات التي تقدمها لتحقيق تسوية نهائية بشأن وضعها. ونحث حكومتي السودان وجنوب السودان على اعتبار الأمم المتحدة شريكاً رئيسياً في دعم جهودهما في هذا الشأن.

Updates to this page

تاريخ النشر 22 أكتوبر 2020