خطاب

يجب على إسرائيل وحماس التوصل إلى اتفاق فورا: كلمة المملكة المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي

كلمة لورد كولنز، وزير شؤون أفريقيا، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

السيد الرئيس، اسمحوا لي أن أبدأ بالتأكيد على رسالة شديدة الوضوح من حكومتي. نحن بحاجة لوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن في غزة الآن. كما نحتاج لوقف فوري لإطلاق النار على امتداد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية الآن أيضا.

إننا على شفا حرب إقليمية أوسع نطاقا بكثير، تهدد بالمزيد من الدمار والمعاناة. وللأسف التصعيد مستمر، كما شاهدنا على الأرض اليوم بوقوع المزيد من الغارات على بيروت، أو كما سمعنا في الكلمات التي أُلقيت في قاعة الجمعية العامة.

إننا نهيب بكل من إسرائيل وحزب الله الاستجابة لدعوات المملكة المتحدة وشركائها للقبول فورا بمقترح وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما. ولابد أن تسود الحكمة لكسر دائرة العنف هذه.

السيد الرئيس، ينعقد اجتماعنا اليوم من أجل التركيز على الوضع الأليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فقد مر قرابة عام منذ اندلاع الصراع في غزة، وقُتل فيه 41,000 فلسطيني، فيما مئات آلاف المدنيين الأبرياء لا يتوفر لهم ماء نظيف أو خدمات الصرف الصحي، ويواجهون خطر المرض والمجاعة.

كذلك ما زال 101 رهينة محتجزين لدى حماس بظروف مروعة، بينما تواصل إسرائيل وشعبها التعايش مع تبعات أسوأ هجوم إرهابي تتعرض له في تاريخها.

يبدو جليا بأن ما من حل عسكري لهذا الصراع؛ يجب على إسرائيل وحماس التوصل إلى اتفاق عاجلا.

وفي غضون ذلك، على إسرائيل الوفاء بالتزامها بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن للأسف ذلك لم يتحقق بعد.

وقبل حلول الشتاء، يجب على إسرائيل ضمان دخول المؤن والتجهيزات الضرورية إلى غزة من أجل حماية الأسر المحتاجة.

كما عليها الامتثال لواجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين.

في الأسبوع الماضي وحده قُتل أكثر من 200 فلسطيني في غزة، بينما لا يزال الكثيرون يعيشون تحت وابل من الهجمات المتواصلة، وهم غير آمنين حتى في مراكز الإيواء التي يلجأون إليها.

كذلك تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ جراء الوضع في الضفة الغربية المحتلة. ونحن ندعو إسرائيل لممارسة ضبط النفس، والتقيد بالقانون الدولي، ولوضع حد لأفعال أولئك الذين يسعون لتأجيج التوترات.

وقد كان إغلاق مكتب قناة الجزيرة في رام الله من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي خطوة تناقض المبادئ الديمقراطية التي تفاخر إسرائيل بها بكل حق. إذ لابد من احترام حرية وسائل الإعلام وسلامة الصحفيين.

السيد الرئيس، لن نتمكن من تحقيق سلام مستدام دون إحياء عملية سياسية تفضي إلى حل الدولتين. ونحن بحاجة لحشد الجهود الدولية للوصول إلى تلك الغاية، ولتحقيق الأمان والأمن لإسرائيل، تعيش إلى جانب دولة فلسطينية تنعم بالأمان والأمن.  

ولابد أن يشمل ذلك إعادة توحيد غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وفقا لحدود 1967، وتحت السيطرة الفعالة للسلطة الفلسطينية.

السيد الرئيس، إن التخطيط لمستقبل غزة يجب أن يراعي أيضا أن يكون الفلسطينيون في صلب مهام الحوكمة، والأمن، والتعافي، وجهود إعادة الإعمار. فتلك هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم.

علينا أن نعمل معا لمنع انزلاق المنطقة نحو أزمة أعمق، ولوضعها ثانية على الدرب المؤدي إلى مستقبل يعمه السلام.

Updates to this page

تاريخ النشر 27 سبتمبر 2024