أول كلمة أدلى بها سير كير ستارمر كرئيس للوزراء: 5 يوليو 2024
أدلى سير كير ستارمر بأول كلمة له كرئيس للوزراء على عتبات داوننغ ستريت.
لقد رجعت للتو من قصر باكنغهام، حيث قبلت دعوة من جلال الملك بتشكيل الحكومة التالية لأمتنا العظيمة هذه.
أود أن أعرب عن شكري لرئيس الوزراء المنتهية ولايته ريشي سوناك. لإنجازاته كأول رئيس وزراء بريطاني من أصل آسيوي لبلدنا – ويجب ألا يقلل أحد مما تطلبه ذلك من جهود إضافية. إننا نشيد بذلك اليوم، كما نعترف بالتفاني والجهود الجمة التي بذلها في قيادته.
لكن بلدنا صوّت بكل حسم لأجل التغيير، للتجديد على المستوى الوطني وإعادة السياسات إلى الخدمة العامة. حينما تنمو الفجوة بين التضحيات التي يقدمها الشعب والخدمات التي يحصلون عليها من السياسيين إلى هذا الحد، فإنها تؤدي إلى إنهاك في صميم الأمة، واستنزاف الأمل والروح والإيمان بمستقبل أفضل نحتاج إليه لنمضي معا تجاه المستقبل.
هذا الجرح، انعدام الثقة هذا، يمكن يبرأ بالفعل، لا بالكلام فقط. أعلم هذا، لكننا يمكن أن نبدأ عملنا اليوم بإقرار بسيط بأن الخدمة العامة إنما هي امتياز، وبأن حكومتكم يجب أن تعامل كل واحد منكم في بلدنا بكل احترام.
إن كان تصويتكم يوم أمس لصالح حزب العمال، سوف نحمل على عاتقنا مسؤولية ثقتكم بنا بينما نعيد بناء بلدنا.
لكن سواء كان أو لم يكن تصويتكم لصالح حزب العمال - بل في الواقع، خاصة إن لم يكن - أقول لكم مباشرة بأن حكومتي ستكون في خدمتكم.
السياسة يمكن أن تكون قوة لأجل الخير. وسوف نبرهن ذلك. فقد غيرنا حزب العمال، وأعدناه إلى الخدمة، وهكذا سوف نحكم البلد أولا، والحزب تاليا.
لكن، بصراحة، الخدمة ما هي إلا شرط مسبق لإحياء الأمل، ومن الواضح للجميع بكل تأكيد بأن بلدنا بحاجة إلى إعادة توليف أكبر، إعادة اكتشاف من نكون. لأن بلدنا، بغض النظر عن مدى شدة عواصف التاريخ التي عصفت به، كان دائما مصدر قدرتنا على تحويل دفته بعيدا تجاه مياه هدوءاً.
ومع هذا، فإن ذلك يعتمد على سياسيينا، وخاصة أولئك الذين يجسدون الاستقرار والاعتدال، مثلي، مدركين متى يتوجب علينا تغيير مسارنا. لقد تجاهلنا لمدة طال أمدها ملايين الناس وهم ينحدرون تجاه مزيد من انعدام الأمن. الممرضات، وعمال البناء، والسائقون، ومقدمو الرعاية، وغيرهم من المواطنين الذين يؤدون ما عليهم، يعملون بجهد أكبر كل يوم، يُشاد بهم في أوقات كهذه من قبل لكن، بمجرد أن تتوقف الكاميرات عن التسجيل، يطويهم النسيان. أود أن أقول بكل وضوح لهؤلاء الناس: هذه المرة ستكون مختلفة.
تغيير مسار بلد ليس بسهولة كبسة زر. فالعالم الآن أكثر تقلبا. وذلك سوف يستغرق بعض الوقت، وما من شك لدينا بأن العمل لأجل التغيير سيبدأ فورا. ما من شك لدينا بأننا سوف نعيد بناء بريطانيا بثروة تنشأ في كل من مجتمعاتنا المحلية. هيئة الصحة الوطنية تعود للوقوف على أرجلها، تواجه المستقبل؛ حدود آمنة؛ شوارع أكثر أمانا؛ الكل يُعامل بكرامة واحترام في عمله؛ وفرصة لنشر طاقة بريطانية نظيفة، وخفض تكاليف استهلاككم للطاقة للأبد؛ وسوف نعيد بناء البنية التحتية للفرص لبنة تلو لبنة، ومدارس وكليات عالمية المستوى، وبيوتا تكون ضمن استطاعة الناس لشرائها – وهذه كلها، كما أعلم، هي مكونات الأمل للمواطنين العاملين؛ ضمان أن تتمكن عائلات الطبقة العاملة، مثل عائلتي، من بناء حياتها من حولها.
ذلك لأنني إن سألتكم ما إن كنتم تعتقدون بأن بريطانيا ستكون أفضل لأبنائكم، أعلم بأن الكثيرين جدا منكم سيقولون “لا”، وبالتالي سوف تكافح حكومتي كل يوم إلى أن يتجدد إيمانكم.
من الآن فصاعدا، ستكون لديكم حكومة لا يُثقلها عبء مذهب ثابت، بل تسترشد فقط بالعزم على خدمة مصالحكم، وتتصدى بكل هدوء لمن قضوا على بلدنا.
لقد أعطيتمونا تكليفا واضحا، وسوف نستغله للدفع تجاه التغيير، واستعادة الخدمة والاحترام في السياسة، وإنهاء عهد من الأداء الذي يتسم بالجعجعة، والسعي إلى أن يكون وقع خطواتنا خفيفا في حياتكم، وتوحيد بلدنا: أربعة بلدان تقف متحدة مرة أخرى، تتصدى – كما فعلنا كثيرا فيما مضى – للتحديات التي يشكلها عالم غير آمن، ملتزمة بإعادة البناء بهدوء وصبر.
لذا أدعوكم جميعا، بكل احترام وتواضع، للتكاتف مع هذه الحكومة العازمة على الخدمة في سعيها للتجديد على المستوى الوطني. عملنا عاجل، وسوف نبدأ به اليوم.
شكرا جزيلا لكم.