كلمة السفير البريطاني في حفل اطلاق خريطة المخاطر والموارد
منذ اندلاع الازمة في سوريا قدمت بريطانيا أكثر من 365 مليون جنيه استرليني دعما لاستجابة لبنان. وفي مؤتمر لندن في شباط الماضي كررنا التزامنا الاستثمار في شراكة طويلة الامد بين لبنان وبريطانيا عبر بناء الاستقرار وخلق فرص عمل والحرص على ألا يبقى طفل واحد في لبنان من دون تعليم.
يسرني أن أكون هنا اليوم في هذا الحفل لاطلاق خريطة المخاطر والموارد وأتوجه بالشكر الى رئيس الوزراء تمام سلام لاستضافته لنا. نحن نقدّر الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية استجابة للازمة السورية وانعكاساتها على المجتمعات اللبنانية المضيفة. كما أود أن اكرر دعمي لالتزام الحكومة اللبنانية انجاح برنامج دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة الذي أطلقه برنامج الامم المتحدة الانمائي ووزارة الشؤون الاجتماعية في العام 2013 واتّسع بشكل مطّرد بهدف دعم المجتمعات المحلية الضعيفة في كل انحاء البلاد.
منذ أن تسلّمت مهامي في لبنان قبل نحو عام ذهلت لرؤية صمود الشعب اللبناني وتسامحه وسخائه في ظل ظروف بالغة التعقيد حيث بلغ عدد اللاجئين ربع عدد سكان البلاد. تحتل البلديات الصدارة في مواجهة التحديات الناجمة عن هذه الازمة اذ انها في الخطوط الامامية لذلك تشكل العملية التشاورية التي ستجري مع البلديات بهدف مسح المخاطر التي تواجهها المجتمعات والموارد المتاحة لها خطوة ايجابية جدا للتأكد من ان الاستجابة المحلية تلبّي بالفعل ما يحتاجه الناس على الارض. ان استعمال هذه الخرائط من قبل كل الاطراف ذات الصلة من شأنه تنسيق الاستجابة وتوثيق التعاون بين الحكومة والمجتمعات المحلية لتكثيف الجهود ومعالجة اكثر القضايا الحاحا بشكل فعّال ومجدي. ان هذه العملية ما كانت لتنجح لولا العمل الرائع الذي يقوم به معالي الوزير درباس وفريق عمله في وزارة الشؤون الاجتماعية. أود أن اهنّئ ايضا الموظفين الذين تولوا ادارة ورش العمل واتوجه بالشكر مجددا الى المجالس البلدية التي شاركت في هذه العملية وأثني على الشراكة القوية التي تربط بين برنامج الامم المتحدة الانمائي ووزارة الشؤون الاجتماعية.
منذ اندلاع الازمة في سوريا قدمت بريطانيا أكثر من 365 مليون جنيه استرليني دعما لاستجابة لبنان. وفي مؤتمر لندن في شباط الماضي كررنا التزامنا الاستثمار في شراكة طويلة الامد بين لبنان وبريطانيا عبر بناء الاستقرار وخلق فرص عمل والحرص على ألا يبقى طفل واحد في لبنان من دون تعليم. وكانت بريطانيا ايضا من اولى الدول المانحة التي موّلت برنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان في العام 2013 ونحن، اذ نواصل دعمنا، نشجّع الدول المانحة الاخرى على التمويل. لقد دعمت بريطانيا حتى الآن 90 مشروعا وهذه المشاريع ستعود بالفائدة المباشرة على أكثر من 253 ألف لبناني و150 ألف لاجئ سوري في 49 بلدية رئيسية في لبنان في مناطق محتاجة وتشهد توترا اجتماعيا حادا. ان بريطانيا تسعى حاليا الى زيادة دعمها للبلديات الى جانب عملنا هذا المستمر.
سررت أيضا لسماعي عن الأثر الايجابي الذي تركه هذا البرنامج على حياة الناس وتفقدت عددا من المشاريع المطبقة في اطاره واستمعت من المستفيدين مباشرة عن وقعه المفرح عليهم. في البيسرية يستفيد أكثر من 4000 شخص من المياه النظيفة ما يقلل المخاطر البيئية والصحية. أما النساء العاملات في مجال الطبخ فهن يتعلّمن الاساليب السليمة والفعّالة في مجال انتاج الغذاء. وقيل لي أن تعاونية صيادي الاسماك في الصرفند تساعد اكثر من 13000 شخص على تحسين طرق البيع وخطط الاعمال. وفي عكار ايضا مكّن هذا البرنامج 150 مزارعا من البقاء في قراهم واستثمار اراضيهم.
أخيرا قد سمعتم ربما عن نتائج الاستفتاء الاخير الذي جرى في بريطانيا حول البقاء في الاتحاد الاوروبي ومع ان الانفصال عن الاتحاد الاوروبي سيشكل تغييرا اساسيا في بريطانيا الا أن الثوابت الاساسية الاخرى تبقى كلها قائمة. سنستمر في دعم استقرار لبنان وامنه وازدهاره. وفي ظل هذا البرنامج سنظل نعمل مع الشركاء لتقديم خدمات اساسية وبلدية أفضل. أكرر شكري لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ووزارة الشؤون الاجتماعية على انجاح هذا المشروع الذي نفتخر به.