التوصل إلى حل سياسي بقيادة السوريين هو وحده الكفيل بتسوية هذا الصراع: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن سورية.
أولا، اجتماع المجلس اليوم فيه تذكير صارخ بأن سورية تظل خطيرة، كما الحال دائما. ويقلقنا بشدة احتمال حدوث مزيد من التصعيد، خاصة الهجمات الواسعة التي يشنها النظام وروسيا ضد المدنيين.
أيها الزملاء، لقد شهدنا إلى أي مدى نظام الأسد مستعد أن يصل في حال تحديه. وإلى حين أن تعلن سورية تماما عما لديها من أسلحة كيميائية، وتتلفها، يظل تركيز هذا المجلس ينصب على هذا التهديد المستمر للسلام والأمن في سورية، وللمجتمع الدولي.
إننا نحث بشدة على خفض التصعيد، وندعو جميع الأطراف للتصرف بموجب القانون الدولي الإنساني. ذلك يشمل اتخاذ تدابير لحماية أرواح المدنيين والبنية التحتية، كالمرافق الصحية والمدارس.
إن مزيدا من التصعيد لن يؤدي سوى لمزيد من نزوح السكان الذين لا حيلة لهم، وعرقلة تقديم المساعدات الإنسانية، وإلى مزيد من المعاناة في نهاية المطاف. ونمو عدم الاستقرار سوف يقلل فرص التعافي، أو قدرة اللاجئين على العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة وطوعيا.
ثانيا، الأزمة الإنسانية في سورية، وخاصة في الشمال الشرقي، كانت فظيعة حتى قبل التصعيد الأخير، حيث 4.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة.
وبالتالي فإن حدوث مزيد من القتال، إلى جانب ظروف الشتاء القاسية، يفاقم معاناة من هم في حاجة للمساعدة.
بالتالي نهيب بجميع الأطراف ضمان استمرار تقديم ودخول المساعدات بلا عراقيل في أنحاء سورية.
ثالثا، السيد الرئيس، القتال الحالي فيه تذكير صارخ بأن الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر. وجمود الصراع ليس سلاما. والتوصل إلى حل سياسي بقيادة السوريين ومبادرة السوريين هو وحده الكفيل بتسوية الصراع وإحلال الأمن والاستقرار اللذين تشتد الحاجة إليهما.
إن نظام الأسد، إلى جانب داعميه الروس والإيرانيين، قد خلق الظروف لعدم الاستقرار وللتصعيد الحالي من خلال رفضه المستمر للانخراط في العملية السياسية.
وفي حين أن مسار هذا التصعيد غير مؤكد، فإنه من الواضح مرة أخرى بأن، بعد ثلاث عشرة سنة من الصراع، لم يحقق أي جانب النصر بالقوة، وليس باستطاعته تحقيقه بشكل حاسم بالقوة. يجب على النظام وجميع أطراف الصراع في سورية دعم المفاوضات والانخراط بها بشكل بنّاء، وفق ما يدعو إليه القرار 2254.