الصراع في السودان يمثل عقبة كبيرة أمام الاتفاق على الوضع النهائي في أبيي
مداخلة السفير جيمس كاريوكي، من بعثة المملكة المتحدة في نيويورك، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن السودان وجنوب السودان.
أشكر السيد الرئيس والسيدة بوبي والمبعوث الخاص توتيه لما قدموه من إحاطات مفصلة.
سوف أتطرق إلى ثلاث نقاط موجزة.
أولا، المملكة المتحدة تشيد بالجهود المضنية التي تبذلها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيفسا) للمساعدة في الحفاظ على السلام والأمن في أبيي في ظروف صعبة.
مرت سنة منذ أن بدأت عملية انتقال البعثة من كونها دول فردية مساهمة بقواتها إلى قوة متعددة الجنسيات. ومن الواضح أن تلك العملية حققت نجاحا، وبأن القوة الجديدة تُحْدث تغييرا ملموسا بالوضع الأمني في أبيي.
ثانيا، رغم الدور الإيجابي الذي تلعبه يونيفسا، ما زال المواطنون المحليون يعانون من عدم توفر خدمات أساسية.
المملكة المتحدة تحث جميع الأطراف على الاحترام التام للقانون الدولي الإنساني، واحترام وتمكين موظفي الإغاثة وموارد وعمليات إيصال المساعدات للمحتاجين إليها في جميع أنحاء أبيي، دون أي عراقيل.
وما زال يقلقنا العنف ما بين المجتمعات المحلية وزيادة التوترات ضمن قبيلة الدنكا. ونحن نرحب بالجهود التي تبذلها جمهورية جنوب السودان لإنهاء العنف الدائر بين جماعة دنكا نغوك ودنكا تويك.
لكن يقلقنا نشر قوات الدفاع الشعبية في جنوب السودان وقوات الشرطة الوطنية في أبيي، الأمر الذي يشكل انتهاكا لاتفاق سنة 2011.
فوجود هذه القوات يفاقم التوترات ويعيق السلام. لذا ندعو حكومة جنوب السودان لسحب قواتها دون تأخير.
ثالثا، نتفق مع قلق الأمين العام حول أثر الاشتباكات العسكرية في أنحاء السودان على أبيي.
ونحن ننوه علما بعرض الرئيس كيير لتيسير المحادثات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. والمملكة المتحدة تؤكد دعمها للجهود الإقليمية الرامية لدعم وقف إطلاق النار، بما في ذلك من خلال الآلية الثلاثية.
كما نؤيد المطالبات بوقف القتال بشكل دائم، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية عاجلا.
ختاما، الصراع في السودان مأساة. كما يمثل عائقا كبيرا أمام الاتفاق على تسوية سلمية للوضع النهائي لأبيي، والتي تظل أساسية لإحلال السلام وتحقيق التنمية على المدى الطويل في المنطقة.
لذا نحث الطرفين على عدم تجاهل هذه المسألة الحيوية، ونشدد على أهمية استئناف المحادثات حول الوضع النهائي في أسرع وقت عملي ممكن.