الوضع على الأرض يدل على الحاجة العاجلة لإحراز تقدم للوصول إلى حل الدولتين
مداخلة السفير جيمس كاريوكي في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة أدان فيها الإرهاب بجميع أشكاله، ومقتل عدد كبير من الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية، وأعمال الهدم والإخلاء.
شكرا السيد الرئيس. أضم صوتي لأصوات الآخرين بتوجيه الشكر للسيد وينسلاند، والسيد لازاريني، والسيد ليفي لما قدموه من إحاطات قيّمة اليوم.
اسمحوا لي أن أبدأ بالترحيب بالذكرى الثانية لتوقيع اتفاقيات إبراهيم، والتي حلت في الشهر الجاري. تعتبر اتفاقيات إبراهيم مرحلة مفصلية هامة تقرّبنا من هدف تحقيق الازدهار وإحلال السلام المشتركيْن في أنحاء المنطقة.
كما قلنا في اللجنة الطارئة التي عُقدت في 8 أغسطس/آب، ترحب المملكة المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة، ونكرر دعوة الأطراف لبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على استدامته. من الضروري ضمان توفير طرق الدخول إلى غزة والخروج منها لأغراض إنسانية، بموجب القانون الدولي الإنساني.
وقد هالنا الاعتداء الإرهابي الذي وقع في القدس يوم 13 أغسطس/آب. المملكة المتحدة تدين بصراحة الأعمال الإرهابية بجميع أشكالها. تعازينا لأهالي الضحايا ومواساتنا للمتضررين. ونجدد تأكيد التزامنا الثابت بأمن إسرائيل. لقد تسبب هذا الصراع بالضرر والمعاناة لكلا الجانبين. كما يقلقنا مقتل عدد كبير من الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية في السنة الحالية، ونهيب بإسرائيل إبداء ضبط النفس لدى استخدامها للذخيرة الحية، وضمان إجراء تحقيق دقيق وشفاف بجميع حالات القتلى.
لقد كنا واضحين حين أعربنا عن قلقنا بشأن قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر ست منظمات فلسطينية غير حكومية واعتبارها منظمات إرهابية. والمداهمات التي وقعت لاحقا لمكاتب سبع منظمات فلسطينية غير حكومية، واعتقال موظفيها، كذلك مثيرة للقلق. إن لمنظمات المجتمع المدني دور مهم في حماية حقوق الإنسان والديمقراطية، ويجب أن تكون لديها حرية العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونحن مستمرون في التواصل مع عدد من هذه المنظمات.
كذلك نطالب السلطات الإسرائيلية بوقف خططها لطرد أهالي خان الأحمر، ووقف خطة المستوطنات في المنطقة إي 1 التي في حال المضي قدما بها سوف تقف عقبة أمام حل الدولتين. المستوطنات مخالفة للقانون الدولي الإنساني.
كما شهد الشهر الحالي صدور أوامر هدم بيوت في مسافر يطا، وضد مدرسة في تجمّع عين سامية تمولها جهات مانحة. أعمال الهدم هذه في جميع الظروف، عدا في الحالات الاستثنائية، تسبب معاناة لا داعي لها وهي انتهاك للقانون الدولي.
إن المملكة المتحدة داعمة ثابتة لمنظمة الأونروا لدورها الحيوي الذي تقوم به لتقدم لجميع اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء المنطقة خدمات أساسية ومساعدات إنسانية وتوفير الحماية لهم. وقد سررنا للإعلان خلال مؤتمر المانحين في شهر يونيو/حزيران بأننا وقعنا اتفاقا جديدا مدته عدة سنوات مع الأونروا، وسوف نقدم لها 15 مليون جنيه إسترليني في السنة الحالية.
هذا الوضع على الأرض يبين الحاجة العاجلة لإحراز تقدم تجاه حل الدولتين، والذي يضمن أن تعيش إسرائيل بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على البقاء، والذي يستند إلى حدود سنة 1967 وبحيث تكون القدس عاصمة مشتركة لكلتا الدولتين. وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف لأجل خفض التوترات واتخاذ خطوات تجاه إحلال سلام مستدام.