المملكة المتحدة تتطلع إلى التعاون مع جامعة الدول العربية لدعم السلام والديمقراطية في المنطقة
نص كلمة السفير جيمس كاريوكي في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول جامعة الدول العربية، تحدث فيها عن دورها المهم في إيجاد حلول للتحديات في المنطقة، في السودان وسورية وإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
شكراً لك سيدي الرئيس، وأشارك الآخرين في الثناء على وكيل الأمين العام ديكارلو، وعلى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وعلى د. العمراني على كلماتهم في هذه الجلسة.
كما سمعنا اليوم، نرى أن لجامعة الدول العربية دورها المهم في منع التحديات الأمنية والإنسانية في المنطقة والعمل على إيجاد حلّ لها. وقد شرح د. العمراني بوضوح أهمية إشراك الشباب، بمن فيهم النساء والفتيات، في معالجة هذه التحديات. وفي عام شهد اندلاع صراعات جديدة وروسخ نزاعات قديمة، أصبحت المشاركة البناءة لجميع الجهات الفاعلة - بما في ذلك الهيئات الإقليمية - أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فكيف يمكننا تعميق هذا التعاون؟
أولاً، يمكن لجامعة الدول العربية أن تلعب دورا رئيسيا في حل النزاعات في منطقتها، ومنها على سبيل المثال المأساة المتفاقمة في السودان الذي انتكست فيه مرةً أخرى آمال الشعب في تحقيق الديمقراطية والحرية. وإننا نتطلع هنا إلى الشراكة بين جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والاتحاد الأفريقي لدعم وقفٍ دائم لإطلاق النار والعودة إلى الانتقال الديمقراطي.
وفي سورية، حيث تسبب الصراع في نزوح الملايين وقتل مئات الآلاف، فإننا نشارك شركاءنا العرب أهدافهم: أن تكون سورية مستقرة، ودون العودة إلى تصدير القلاقل إلى المنطقة. لذا لا بدّ من استغلال إعادة عضوية سورية في جامعة الدول العربية للضغط على الأسد لتغيير سلوكه، بما في ذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد انتشار الكبتاغون، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين طوعاً وبأمان وكرامة. ويظل موقفنا واضحا وهو أن العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة هي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومستدام.
كما تعمل المملكة المتحدة عن كثب مع شركائها العرب للتصدي للنشاط الإيراني المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك من خلال وجودنا البحري في الخليج الذي اعترض مرتين في العام الماضي زوارق سريعة محملة بصواريخ أرض جو ومحركات لصواريخ كروز.
وبما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، تدعم المملكة المتحدة كل الجهود - بما في ذلك الجهود التي يبذلها الأردن ومصر - لتهدئة التوترات والحفاظ على الهدوء في القدس والضفة الغربية. يجب أن ترسي المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية الأساس لعملية سياسية مستقبلية يمكن لها أن تحقق حل الدولتين.
السيد الرئيس، لقد أدت حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا إلى انعكاسات مدمرة على أسعار الغذاء والطاقة في الدول العربية. وكان خطاب الرئيس زيلينسكي إلى الدول العربية في اجتماع الرياض الشهر الماضي قد حمل إشارة قوية للتأثير العالمي لهذه الحرب غير القانونية. ومن جهتنا، نواصل العمل مع شركائنا في المنطقة من أجل إنهاء هذه الحرب غير القانونية.
وأخيرا، وبالنظر إلى كون الشباب يشكل نسبة كبيرة من سكان المنطقة العربية، فإن من الصواب أن ننظر إلى التحديات الأمنية في المستقبل. إننا نرحب برئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف 28 للعمل المناخي، ونتطلع إلى مناقشة تأثير الأمن المناخي في هذا المجلس الأسبوع المقبل، ونأمل أن يتعامل جميع أعضاء مجلس الأمن مع هذه القضية بالجدية التي تستحقها، في وقت تتزايد فيه أهمية القيادة الإقليمية وتولّي زمام الأمور في حل النزاعات التي يتسبّب بها تغير المناخ أو يؤدي إلى تفاقمها.