خطاب

الأماكن الآمنة لموظفي الأمم المتحدة باتت تنفد: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن

كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في غزة.

دعت المملكة المتحدة، إلى جانب سويسرا، إلى هذا الاجتماع الإنساني بعد تحذير آخر من الأمم المتحدة مثير للقلق.

الوضع في غزة لا يُحتمل، ويزداد سوءا بمرور كل يوم. فما يزال أكثر من 100 رهينة محتجزين في غزة، يتعرضون لأهوال لا توصف. ونحن نكرر مطالبة حماس بالإفراج عنهم فورا، والسماح للجنة الصليب الأحمر الدولية بمقابلتهم لأسباب إنسانية.

كذلك الأطفال الفلسطينيون، الذين يعانون أصلا، يواجهون الآن خطرا وشيكا متمثلا بانتشار شلل الأطفال بسبب تدمير خدمات المياه والصرف الصحي، إلى جانب انتشار واسع لسوء التغذية وخطر حدوث مجاعة في غزة.

وقد أصيب طفل عمره عشرة شهور فعلا بهذا المرض – وتلك هي أول حالة منذ 25 سنة. هذه مأساة كان يمكن تفاديها.

مثلما سمعنا، تخطط الأمم المتحدة لتوفير اللقاحات خلال عطلة نهاية الأسبوع القادمة. ونحن نرحب بشدة بموافقة إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية لكي تتمكن منظمة الصحة العالمية والوكالات المعنية بالصحة من تنفيذ حملة تطعيم آمنة وفعالة. ونريد الآن أن نرى حدوث ذلك بالفعل، ويجب أن تكون فترات الوقف المؤقت في القتال طويلة بما يكفي لتنفيذ نسبة 90% اللازمة من حملة التطعيم.

حين تبدأ حملة التطعيم، ويتجمع آلاف الأطفال المعرضون لخطر الإصابة وغير المصحوبين بأهاليهم عند مواقع التطعيم، لا بد من حمايتهم جميعا.

كما إن زيادة عدد أوامر الإخلاء التي تصدرها إسرائيل دون إعطاء السكان مهلة كافية، بما في ذلك في مناطق تعتبر ملاذا آمنا، تسبب مزيدا من الفوضى، وتترك الفلسطينيين مجددا بلا مكان آمن يلجأون إليه.

كذلك حذرتنا إدارة شؤون السلامة والأمن في الأمم المتحدة في الأسبوع الحالي من أن الأمم المتحدة هي أيضا لم يعد لديها أماكن آمنة لموظفيها. حيث لا يمكنهم توزيع مساعدات تشتد الحاجة إليها حين تجبرهم أوامر الإخلاء الجماعي الصادرة عن الجيش الإسرائيلي على إخلاء بيوتهم ومكاتبهم في غضون ساعات قليلة.

يجب على إسرائيل الحد من أوامر الإخلاء للحد الأدنى، وإعطاء مهلة كافية لا تقل عن 48 ساعة.

ورغم مطالبات متكررة من جانب هذا المجلس لضمان التنسيق وتبادل المعلومات وحماية عمليات الإغاثة، ما زلنا نرى اعتداءات فظيعة وغير مقبولة على قوافل الأمم المتحدة والإغاثة. وهذا الصراع يُعتبر أصلا الأكثر فتكا حتى الآن لموظفي الإغاثة.

ففي الأسبوع الحالي، أكدت الأمم المتحدة بأن الجيش الإسرائيلي فتح النار على مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي كان قد جرى تنسيق حركتها تماما مع إسرائيل، وكان فيها موظفو إغاثة تابعون للأمم المتحدة.

يجب على إسرائيل اتخاذ خطوات فورية لحماية موظفي الإغاثة. وإن كان أفراد جيشها مسؤولين عن حوادث وقعت، عليها محاسبتهم. كما يجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.

للأسف، السيد الرئيس، إننا نشهد العنف ليس في غزة فقط، بل يقلقنا للغاية ارتفاع مستويات العنف في الضفة الغربية. حيث قُتل ما يربو على 130 فلسطينيا، بمن فيهم 26 طفلا، في الشهر الجاري وحده. ونحن نضم صوتنا إلى صوت الأمين العام بالمطالبة بالتهدئة.

الزملاء، إن السبيل الوحيد لوضع نهاية لهذه المعاناة هو وقف إطلاق النار فورا. ونحن نؤيد الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للوصول إلى اتفاق بهذا الشأن، يفضي إلى الإفراج عن جميع الرهائن وإدخال مساعدات بكميات أكبر كثيرا. ونحن ندعو كلا من إسرائيل وحماس للقبول عاجلا بالاتفاق المطروح على الطاولة.

ومن ثم يجب أن نرى اتخاذ خطوات لا رجعة فيها تجاه حل للدولتين، وهو أفضل وسيلة لضمان سلام طويل الأمد للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

Updates to this page

تاريخ النشر 29 أغسطس 2024