خطاب

السيناريو الأسوأ يتجلى أمامنا الآن في شمال قطاع غزة: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي

كلمة لورد كولينز أوف هايبري، وزير شؤون أفريقيا والأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن حماية المدنيين العالقين في الصراع المسلح.

أيها الزملاء، إن غزة في قبضة كارثة إنسانية، حيث قُتل أكثر من 43,000 فلسطيني، ودُمرت المستشفيات والطرق، وذلك مع اقتراب فصل الشتاء.

يجب أن نشهد وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن.

وإنهاء الحرب هو أفضل طريق لوقف المعاناة.

إن الوضع الإنساني لا يطاق، وعلينا أن نعمل فوراً على تحسينه. وكان معدل عمليات إيصال المساعدات في الشهر الماضي هو الأدنى في مستوياته منذ بدء الصراع. وفي الوقت الراهن، تلوح في الأفق مجاعة وشيكة في شمال غزة – في حين أن المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة لا تزال عالقة على الحدود.

هذا أمر مروّع.

من غير المقبول على الإطلاق أن تعجز الشاحنات والعاملون في المجال الإنساني والمسعفون، الذين يمولهم المجتمع الدولي، عن قطع الأميال القليلة الأخيرة للوصول إلى المدنيين ومساعدتهم.

ولقد أصدرت لجنة مراجعة المجاعة تحذيراً صادماً وعاجلاً - وهو تحذير يجب على إسرائيل مراعاته، والتصرف بناءً عليه اليوم.

وكما قالت اللجنة، فمن الواضح تماماً أن أسوأ سيناريو يحدث في الوقت الراهن في مناطق شمال قطاع غزة، حيث يُعتقد أن معدلات الجوع وسوء التغذية والوفيات تشهد ارتفاعا سريعا.

أيها الزملاء، لقد نفد الوقت، وهنالك حاجة إلى إيجاد حلول عاجلة الآن لمنع حدوث الأسوأ.

لا يوجد عذر للقيود المستمرة التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية. إنها تتعارض مع التزامات إسرائيل العلنية. لذا اسمحوا لي أن أكون واضحاً: إن حكومتي تدين هذه القيود بأشد العبارات.

لذلك ندعو إسرائيل إلى الوفاء أخيراً وعلى الفور بالتزامها بإغراق قطاع غزة بالمساعدات.

نريد أن نرى تنوعاً أكثر في المواد الأساسية وبكميات أكبر، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والدواء.

ويجب على إسرائيل أن تعمل بشكل عاجل على تمكين توزيع المساعدات بشكل آمن وفعال. هذا يشمل إصلاح الطرق اللازمة لتوصيل المساعدات، وتمكين وصولها المستمر من جنوب قطاع غزة إلى شماله.

كما يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ويجب إلغاء أوامر الإخلاء في أقرب وقت ممكن حتى تتمكن الأُسر من العودة إلى ديارها.

كما يجب أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على العمل بأمان وفعالية.

ويتعين أن تكون الأمم المتحدة ووكالاتها قادرة على الوفاء بمهامها.

تظل الأونروا العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، حيث توفر الخدمات الأساسية الضرورية.

لقد كان المجتمع الدولي واضحاً في أن يجب على إسرائيل ألا تقوض دورها، ويجب أن تفي بجميع التزاماتها القانونية بوصفها سلطة الاحتلال.

أيها الزملاء، لا يمكننا أن نسمح للمجاعة أن تتفاقم – وليس أمامنا وقت نضيعه. يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل الآن ككيان واحد، وأن يعمل مع إسرائيل لاتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع حدوث هذه الكارثة.

Updates to this page

تاريخ النشر 12 نوفمبر 2024