في السودان مجاعة - وتلك المجاعة من صنع الإنسان بكل معنى الكلمة: كلمة المملكة المتحدة أمام مجلس الأمن
كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب الممثل البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن السودان.
ليس هناك سوى نتيجة واحدة يمكن استخلاصها من بيانات لجنة استعراض المجاعة: في السودان مجاعة، وتلك المجاعة من صنع الإنسان بكل معنى الكلمة.
اليوم، سيموت مئة مدني سوداني، رجال ونساء وأطفال، من الجوع.
وغدا، سيموت مئة آخرون.
هذه الخسارة المروعة في الأرواح سوف تدوم إلى أن يضع الطرفان المتحاربان مصلحة الشعب السوداني قبل اهتمامها بالسلطة.
السيد الرئيس، مستوى المعاناة في السودان يفوق الخيال. إذ تمتد شواهدها إلى خارج مخيم زمزم، وهي نتيجة مباشرة للأفعال التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.
فالقوات المسلحة السودانية تعيق دخول المساعدات إلى دارفور بوسائل منها غلق معبر أدري، وهو أقصر طريق مباشر لتقديم المساعدة على نطاق واسع.
بينما الاعتداءات المستمرة لقوات الدعم السريع على دارفور أجبرت آلاف الأشخاص على الفرار، وتسببت في أوضاع استفحل في ظلها الجوع. وهو ما لا ينبغي أن يحدث على هذا النحو. إذ يمكن للطرفين المتحاربين ولذوي النفوذ أن يتخذوا إجراء فوريا لمنع وقوع مزيد من المعاناة.
أولا، نطلب من الطرفين المتحاربين الامتثال لواجباتهما بموجب القانون الدولي الإنساني، وإتاحة وتيسير وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة وبلا عوائق. وهذا يتضمن فتح معبر أدري، ورفع الحواجز البيروقراطية، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية العاملين في مجال تقديم المعونة لكي يستطيعوا توفير الغذاء للمجتمعات التي ترزح تحت وطأة الجوع.
ثانيا، ليس هناك حل عسكري لهذه الأزمة. ومن ثم، فإننا نطلب من الطرفين المتحاربين المشاركة في الحوار في جنيف والتواصل بحسن نية، للاتفاق على خطوات تُفضي إلى وقف إطلاق نار مستدام، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين.
وثالثا، أصدر الأمين العام مذكرة بيضاء في شهر مارس بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2417 لتحذير المجلس من خطر حدوث مجاعة في السودان. لكن تجاهل الطرفان المتحاربان تحذيرات الأمم المتحدة والنداءات من أجل اتخاذ ما يلزم من إجراءات، تماما مثلما أعرضا عن الدعوات الدولية لوقت إطلاق النار، بما فيها دعوات من هذا المجلس.
أمام هذا الاستخفاف الصارخ بحياة البشر، يجب أن ينظر هذا المجلس في كل الأدوات اللازمة لوضع حد لهذه الأزمة التي هي من صنع الإنسان.
السيد الرئيس، لم يفُت الوقت لمنع حدوث مزيد من المعاناة. وقد حان الآن وقت العمل.