لتحقيق سلام دائم في سورية، علينا تمكين المواطنين السوريين العاديين، وليس النظام وداعميه: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفير جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن بشأن سورية.
كما سمعنا من السيدة زين الدين اليوم، هناك مجتمع ناشط من الفاعلين في المجتمع المدني المستعدين لدعم العملية السياسية السورية وجهود المساءلة والعمل الإنساني بكل حيوية ومثابرة.
وفي حين أن أعضاء هذا المجلس فشلوا في تأييد قرارات في مصلحة الشعب السوري، تدخّل المجتمع المدني واستطاع بكل إبداع حل مشكلات أصبحت بكل أسف مسيّسة.
إنني أشيد بجهودهم المضنية في المناصرة لصالح السوريين لأجل سورية أفضل وتنعم بالسلام، وخاصة لإعطائهم صوتا لمن ليس في استطاعتهم التعبير عما يجول بخاطرهم خوفا من النظام.
إن عمل منظمات المجتمع المدني، مثل منظمة مدنية، فيه تذكير مهم لنا بسبب خروج ذلك العدد الكبير من السوريين في احتجاجات في 2011، واستمرار احتجاجهم السلمي لأجل التغيير.
اسمحوا لي أن أقول بوضوح بأننا نظل ثابتين في سعينا إلى تسوية سياسية، بموجب قرار مجلس الأمن 2254. ونهيب بجميع الأطراف معاودة الالتزام بالعملية السياسية. لكن إن أردنا تحقيق سلام دائم، علينا ضمان تمكين المواطنين السوريين العاديين، وليس النظام وداعميه.
علينا السعي إلى إشراك والتشاور مع المجتمع المدني، وإنني أشجعكم جميعا على الاستماع لأفكارهم الجديدة.
أيها الزملاء، نظرا لعدم وجود تسوية سياسية، وفي خضم التصعيد في المنطقة، فإن الوضع في سورية خطير الآن كما كان دائما. وما زال السوريون يتعرضون لمستويات مروعة من العنف.
ومع فرار الناس من لبنان إلى سورية، لا بد من حماية المدنيين وتوفير مسار آمن لهم. ليس فقط عند المعابر الحدودية، التي تعرضت لقصف جوي، بل أيضا داخل سورية، التي تظل غير مناسبة لعودة مواطنين طوعيا بأمان وكرامة وبأعداد كبيرة.
إننا نقر بأن السلطات السورية سمحت لوكالة الأونروا وغيرها بمتابعة وصول النازحين والاستجابة لاحتياجاتهم. ونحن نراقب معاملة هؤلاء المدنيين في سورية، وذلك يشمل الأنباء المقلقة للغاية التي تفيد بحدوث اعتقالات.
يجب على جميع الأطراف بذل كل ما في المستطاع لحماية المدنيين والامتثال تماما للقانون الدولي الإنساني.
وأخيرا، ردا على ملاحظات الزملاء الروس بشأن مقدمي الإحاطة، فإننا ندعو ممثلين عن المجتمع المدني إلى المجلس للاستماع لإحاطتهم من منظور مدني، وإعطائها الحقيقة، ومحاسبتنا جميعا مهما كان ذلك غير مريح.
وهذا تماما ما فعلته السيدة زين الدين، ممثلة عن منظمة تتشاور مع مجموعة من أكثر من 200 منظمة غير حكومية داخل سورية وخارجها.