يجب علينا أن نعمل بشكل جماعي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة: مداخلة لورد أحمد في مجلس الأمن
مبادرة لورد (طارق) أحمد، لورد منطقة ويمبلدون، في جلسة النقاش المفتوح التي أجراها مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط.
شكراً لك السيد الرئيس، واسمح لي أن أبدأ بشكر الأمين العام أيضاً على مقدمته المفصّلة جداً لجلسة النقاش بالغة الأهمية اليوم.
ما هو واضح بشكل كبير جداً هو أن الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم يومياً. لقد فقد الناس عائلاتهم. لقد فقد الناس منازلهم. ويواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين الآن خطر المجاعة. إنهم يعانون، وبكل صراحة هذا الوضع غير مقبول، ويجب أن تكون أولويتنا التخفيف من هذه المعاناة. وفي الشهر الماضي، ذهبتُ مع وزير الخارجية، لورد كاميرون، في زيارة إلى العريش قرب معبر رفح. ومن بين لقاءاتنا الأخرى، كان لنا شرف أن نلتقي بموظفي جمعية الهلال الأحمر المصري الذين يعملون، إلى جانب آخرين بما في ذلك الأونروا والعديد من المنظمات الدولية الأخرى، بلا كلل لإيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة. واسمحوا لي أن أعرب عن تقديرنا الصادق لجميع فرق الأمم المتحدة وفرق المنظمات الإنسانية لجهودها المستمرة وسط ظروف صعبة للغاية على الأرض. كثيرون منهم، كما سمعنا، دفعوا حياتهم ثمناً لذلك. وقد سمعت بنفسي أيضاً تقارير عمّا لا يمكن وصفه إلا بعمليات وإجراءات طبية تجري في أوضاع صادمة ومروعة، بما فيها عمليات لأطفال صغار، وفي ظروف يائسة، تُجرى بدون تخدير. وكخلفية لذلك كله، هناك أيضا عمليات دفن جماعي. لذا أقول، باختصار ومباشرة، هذا الوضع يجب أن ينتهي. هنالك حاجة ماسة إلى اتفاقات الآن، وتدعو المملكة المتحدة إلى هدنة إنسانية فورية باعتبارها ضرورية لإدخال المساعدات المنقذة للحياة وإخراج الرهائن. يجب علينا أن نخفف آلام ومعاناة الجميع.
وبموازاة ذلك، ووفق القرار 2720، ندعو إسرائيل بشكل عاجل إلى إتاحة تدفق المساعدات إلى غزة بكميات أكبر كثيرا، بما في ذلك بفتح ميناء أسدود، وزيادة الكميات التي تدخل مباشرة عبر معبر كرم أبو سالم. يجب أن يحدث هذا، ويجب أن يحدث الآن. لقد ضاعفت المملكة المتحدة ثلاثة أضعاف التزامنا بتقديم المساعدات المالية لدعم المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة هذا العام. وأؤكد لك، السيد الرئيس، أننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإدخال المزيد من المساعدات وفتح المزيد من المعابر.
أجل، تدعم المملكة المتحدة أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، ولكن يجب أن يكون ذلك وفقاً للقانون الدولي الإنساني. ومما لا شك فيه أننا، كالآخرين، ندين جميع أشكال الإرهاب. لقد كان لهجمات حماس الإرهابية المروعة أثر لا رجعة فيه على أرواح الأبرياء. وقد شهدت أثر ذلك، كما شهدته مرة أخرى الأسبوع الماضي في اجتماعاتي أنا ووزير الخارجية مع عائلات بعض الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة. ولكن ما هو واضح بشكل جليّ هو أن هذا الصراع يجب ألا يستمر لحظةً واحدةً أطول مما يجب. يجب أن نعمل بشكل جماعي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام من شأنه أن ينهي هذا الدمار المروع، وينهي القتال، وينهي الخسائر في الأرواح، ويمنع استئناف القتال.
إذاً ما الذي يتعين علينا القيام به لتحقيق ذلك؟ سيتعين على حماس أن توافق على الإفراج عن جميع الرهائن. لا يمكنها بعد الآن أن تكون مسؤولة عن الحكم في غزة، ولا يمكنها أن تشكل تهديداً لإسرائيل من خلال هجماتها الإرهابية. ولكننا نحتاج أيضاً إلى اتفاق يفضي إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، فضلاً عن الرفض التام لأي نزوح قسري للفلسطينيين من غزة. إنّ السلام، السيد الرئيس، يظل هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه المأساة والمعاناة، التي اجتاحت الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى الأبد. إنّ تحقيق الاستقرار والسلام والعدالة والأمن هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. ومن أجل التوصل إلى حل سلمي، يجب أن تحدث أيضا أربعة أمور: يجب أن تكون هنالك حكومة بقيادة فلسطينية في غزة وفي أنحاء الضفة الغربية، ويجب أن تكون هنالك خطة ملموسة للمساعدة في إحياء السلطة الفلسطينية ودعمها، ويجب أن تكون هنالك خطة ضخمة لإعادة إعمار غزة، ومن المهم أيضا أن يكون هنالك أفق سياسي نحو تحقيق حل الدولتين. لقد حان الوقت الآن في هذه المأساة التي تجتاحنا لنغتنم هذه اللحظة، ونختار الأمل بدلاً من اليأس، والسلام بدلاً من الصراع، ونلتزم مرة أخرى بالعمل معاً لجعل تلك الرؤية للسلام واقعاً حياً حقيقياً لدولتين، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في الشرق الأوسط.